بغض النظر عن كونه جيدًا أو سيئًا، السؤال الحقيقي هو: ما هو الذكاء الاصطناعي تحديداً؟ وكيف يجب أن نستخدمه؟ عندما اكتشف الإنسان النار لأول مرة، كانت تمثل مشكلة. ولكن مع المعرفة والفضول، تمكن من تسخير قوتها الحقيقية.
إذن، ما هو الذكاء الاصطناعي حقًا؟
ببساطة، هو أداة نشأت من الآلة الحاسبة (نعم، حقًا!). فهو ينفذ العمليات الحسابية بسرعة وكفاءة أعلى بكثير، وليس فقط بالأرقام، بل أيضًا بالكلمات وحتى الصور. وهذا ما يجعله أداة بالغة الأهمية في العديد من المجالات اليوم.
الذكاء الاصطناعي و الاستخدامات الممكنة
بغض النظر عن مجالك، هناك دائمًا مكانٌ للذكاء الاصطناعي ليساعدك سواء في تشغيل المهام الروتينية بشكل اوتوماتيكي، أو إنشاء الحملات التسويقية، أو حتى إدارة المشاريع. ولكن بما أننا في The Middle Frame نركز على التصوير الفوتوغرافي، فمن الضروري أن نفهم دور الذكاء الاصطناعي في هذا المجال...
لذا، كان لا بد من التحدث مع الخبراء للوصول إلى فهم أوضح لما نسميه اليوم الذكاء الاصطناعي. تحدثنا مع شخص يمتلك خلفية تقنية قوية، وأحد أذكى الأشخاص الذين أعرفهم شخصيًا. إنه أيضًا الرئيس التقني لعائلة TMF، ومستشار تقني، ومدير مشاريع برمجية وذكاء اصطناعي: معاذ موسى.
قدّم معاذ رؤى قيّمة حول الذكاء الاصطناعي، وقال ما يلي:
"الذكاء الاصطناعي أداة قوية يمكن أن تساعد في العديد من المجالات الحياتية والتجارية. حيث يمكنه أن يعزز الإنتاجية بنسبة تصل إلى 70%، بينما تبقى 30% الأخرى معتمدة على العنصر البشري. ومع ذلك، فإن تحقيق هذا المستوى من الكفاءة يتطلب مدخلات دقيقة ومدروسة. كلما فهم المستخدم كيفية صياغة التوجيهات الصحيحة واستخدام الكلمات المفتاحية المناسبة عند التعامل مع الذكاء الاصطناعي، كانت النتائج أكثر كفاءة. لذلك، فإن الأمر يتعلق بتكامل الذكاء البشري مع الحلول التقنية التي يوفرها الذكاء الاصطناعي".
أضاف معاذ نقطة مهمة أيضًا:
الصور التحريرية لا يمكن استبدالها بالذكاء الاصطناعي التوليدي، لأنها توثق أحداثًا حقيقية، وكل صورة منها فريدة من نوعها، أما الصور التجارية، فيمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون مساعدًا رائعًا في إنشائها بكفاءة وسرعة أكبر.
هذا كان الجانب التقني، أما من الناحية الفنية، فكان من الضروري مقابلة مصور يمتلك خبرة واسعة في المجال، ومتخصص في ترميم وتوثيق الآثار والمباني التاريخية في مصر، الأستاذ هشام توحيد.
أوضح هشام نقطة مهمة جدًا، "الذكاء الاصطناعي يطمس الفجوة بين المصورين المحترفين والمبتدئين، على سبيل المثال، إذا كان العميل بحاجة إلى مصور محترف لضمان الحصول على صور عالية الجودة مقابل مبلغ X، فإنه اليوم يمكنه توظيف مصور مبتدئ والحصول على صور بجودة مماثلة بمساعدة الذكاء الاصطناعي مقابل 1/4 X. لكن دون خبرة المصور المحترف، قد تتفاوت النتائج، لأن الذكاء الاصطناعي لا يزال يعتمد على جودة التوجيهات المدخلة، فالمصور الموهوب، صاحب الرؤية الإبداعية، سيظل قادرًا على تحقيق نتائج أعلى وأدق".
إضافةً إلى ذلك، "لا يمكن للذكاء الاصطناعي استبدال التصوير الفوتوغرافي الحقيقي، خاصة عندما يتعلق الأمر بـتوثيق الآثار والمعالم التاريخية. حيث أن الآلة لن تكون قادرة على التقاط العيوب والتأثيرات الناتجة عن عوامل التعرية وهي تفاصيل تضيف قيمة تاريخية وأصالة إلى الصورة، ينطبق الأمر نفسه على الخط العربي المنقوش على الجدران، حيث تعكس كل كتابة نمطًا وزمنًا مختلفًا، مما يجعل الأصالة البصرية عنصرًا لا يمكن استبداله".
أين يكمن الحل؟
الآن، وبعد كل ما سبق، يبقى السؤال:
هل الذكاء الاصطناعي شيء جيد أم سيئ؟ أو، الأكثر أهمية: هل هناك طريق وسط يساعدنا على تحقيق التوازن بين الجانبين؟